شهد سوق مدينة شندي بولاية نهر النيل صباح السبت حادثة غير مسبوقة أثارت صدمة واسعة بين المواطنين، بعد سقوط رأس حمار مذبوح من عربة نقل تقليدية كانت تمر وسط السوق. الحادثة، التي التقطتها أعين المارة بسرعة، كشفت عن أن جثة الحيوان كانت مسلوخة بالكامل، ما أثار الشبهات حول وجهة هذه اللحوم وإمكانية وصولها إلى موائد المستهلكين.
وبحسب شهود عيان، فإن العربة كانت تنقل اللحوم بطريقة غير صحية، ويُرجَّح أنها كانت معدة لتحضير وجبة "الأقاشي" الشهيرة أو للبيع المباشر داخل السوق. إلا أن تدخل السلطات الأمنية حال دون اختفاء آثار الجريمة، حيث تم توقيف المشتبه بهم والتحفظ على اللحوم لفحصها.
كارثة صحية محتملة
يرى مراقبون أن هذه الواقعة تمثل جرس إنذار خطير بشأن ضعف الرقابة على الأسواق في ظل الظروف الاقتصادية القاسية والحرب المستمرة التي تشهدها البلاد. فقد أدى غياب التفتيش المنتظم وتراجع المعايير الصحية إلى ازدياد الممارسات غير القانونية التي تهدد سلامة الغذاء، خاصة في أسواق المدن الإقليمية.
تحذيرات من خبراء الصحة العامة
خبراء التغذية والصحة العامة شددوا على أن لحوم الحمير والكلاب، إلى جانب مخالفتها للقوانين والأعراف، قد تشكل خطراً بالغاً على صحة الإنسان لاحتوائها على بكتيريا وطفيليات وأمراض يمكن أن تنتقل عبر الاستهلاك. ودعوا المستهلكين إلى توخي الحذر عند شراء اللحوم، خاصة من الباعة الجائلين أو الأسواق غير المراقبة.
كيف تكتشف لحوم الحمير والكلاب؟
ينصح الأطباء البيطريون بملاحظة لون اللحوم ورائحتها، إذ تميل لحوم الحمير إلى لون داكن أكثر ورائحة مميزة تشبه رائحة الكبد، مع ألياف عضلية خشنة مقارنة بلحوم الأبقار أو الضأن. كما أن الدهون فيها تميل إلى اللون الأصفر المائل للبني بدلاً من الأبيض.
دعوات لتشديد الرقابة
الحادثة أعادت فتح ملف الرقابة الصحية على المواد الغذائية، وسط مطالبات شعبية وإعلامية بتفعيل القوانين وتكثيف حملات التفتيش، لضمان عدم تسرب مثل هذه اللحوم إلى الأسواق، وحماية الأمن الغذائي للمواطنين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.