
سودافاكس – شهد سجن كوبر بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، في 22 يونيو الجاري، هجومًا مسلحًا عنيفًا شنّته مجموعة تابعة لقوات الدعم السريع، في محاولة لتحرير أحد قادتها المحتجزين بتهم تتعلق بجريمة قتل. وأسفر الهجوم عن سقوط عدد كبير من القتلى، وهروب جماعي لعشرات السجناء في واحدة من أخطر العمليات الأمنية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.
12 قتيلًا داخل السجن و22 من المهاجمين والحراس
بحسب مصادر مطلعة، أسفر الهجوم عن مقتل 12 معتقلًا على الأقل داخل السجن، بالإضافة إلى مقتل 6 من أفراد القوة المهاجمة و8 من حراس السجن التابعين للدعم السريع، من بينهم مدير السجن الرائد عمر إبراهيم. وتشير هذه الحصيلة إلى حدة الاشتباكات العنيفة التي دارت داخل محيط السجن وداخله.
فتح تحقيق رسمي لمعرفة ملابسات الهجوم
أعلنت الإدارة المدنية في جنوب دارفور عن تشكيل لجنة تقصي حقائق برئاسة وكيل ثاني النيابة، للتحقيق في تفاصيل الهجوم. ووجهت اللجنة بتقديم تقرير عاجل يكشف خلفيات الحادث وتداعياته الأمنية، وسط مخاوف متزايدة من تكرار مثل هذه الهجمات.
فرار العشرات من السجناء خلال الفوضى
أفادت مصادر أمنية أن عشرات المعتقلين استغلوا حالة الفوضى أثناء الاشتباكات ليفروا من السجن، الذي كان يضم أكثر من 800 محتجز، غالبيتهم متهمون بقضايا أمنية تتعلق بالتخابر والتعاون مع الجيش. وتمكنت تعزيزات عسكرية مكونة من 70 سيارة قتالية من استعادة عدد من الفارين، فيما لا يزال البحث جاريًا عن آخرين.
شهادات من ذوي الضحايا والفارين ترصد الرعب
روى أحد الفارين من السجن تفاصيل هروبه تحت إطلاق نار كثيف، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى قرية مجاورة لنيالا خشية الملاحقة، بينما أكّد قريب أحد القتلى أن الضحية كان قد بدأ بالفعل دفع دية حكم بها عليه، وكان من المفترض الإفراج عنه قريبًا. هذه الشهادات تعكس حجم الفوضى والدموية التي شهدها السجن خلال الهجوم.
عزاء في حي الثورة يفضح فداحة المأساة
أكد شهود عيان أنهم شاهدوا صيوان عزاء نُصب في حي الثورة لواحد من القتلى، في مؤشر على حجم الخسائر التي طالت أسر المعتقلين، والتي لا تزال تعاني من صدمة الحدث.
خلفية عن سجن كوبر بنيالا
يُذكر أن سجن كوبر بنيالا قد أعيد افتتاحه في مارس 2025، ويضم نزلاء من مختلف ولايات السودان، من بينهم من ينتظرون محاكمتهم، وآخرون يقضون أحكامًا قضائية، وبعضهم لا يزال قيد التحقيق، ما يجعل الحادث ذا أبعاد أمنية وقانونية معقدة.
سودافاكس