الدولار يسجل رقماً قياسياً في السوق السوداني الموازي.. مؤشرات على اقتصاد حرب كامل
وصل سعر الدولار في السوق الموازي بالسودان إلى ذروة غير مسبوقة اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025، مسجلاً 3750 جنيهاً للدولار الواحد، وهو أعلى مستوى في تاريخ الجنيه السوداني، وسط إشارات واضحة إلى تحول الاقتصاد نحو مرحلة حرب شاملة بسبب النزاع المستمر وتراجع قدرة الدولة على السيطرة على الأسعار.
وأظهرت حركة التجارة استقرار السعر عند هذه المستويات، مع توسع الفارق بين سعر الشراء والبيع، مما يعكس نقص السيولة الدولارية، ارتفاع المخاطر، وتمسك التجار بالأسعار المرتفعة دون أي دلائل على انخفاض قريب.
ووفق تحديث صندوق النقد الدولي لأكتوبر 2025، يُقَدَّرُ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بنحو 35.9 مليار دولار، مع متوسط الدخل الفردي السنوي 712 دولاراً فقط، بينما بلغ معدل التضخم 87.2%، وتضخم نهاية الفترة 49%، مع بطالة تفوق 60%.
وأكد تقرير البنك الدولي لمايو 2025 أن النزاع الذي اندلع في أبريل 2023 أدى إلى انكماش حاد في الناتج المحلي، وتدمير القطاعات الإنتاجية الرئيسية مثل الزراعة والخدمات، مع تفاقم العجز المالي واعتماد الدولة على طباعة النقود لتغطية الإنفاق العام.
وتشير المقارنات إلى أن الدولار كان يُبَاعُ قبل الحرب بسعر 700 جنيه تقريباً، مقابل 3750 اليوم، مما يعني خسارة الجنيه أكثر من 80% من قيمته في أقل من ثلاث سنوات، وتأثير مباشر على أسعار المعيشة اليومية، بما في ذلك الغذاء، الدواء، والوقود.
وتحذر توقعات اقتصادية من إمكانية اختراق الدولار حاجز 5000 جنيه في الربع الأول من 2026، إذا استمر النزاع، وزاد الطلب على الواردات، وتم تمويل العجز عبر الطباعة النقدية، خاصة مع اقتراب رمضان.
ويخلص مراقبون إلى اقتراب السودان من مرحلة التضخم المفرط، مع تآكل المدخرات، وفقدان الجنيه دوره كوسيلة ادخار وتسعير، وانتشار الاقتصاد غير الرسمي والتهريب، في ظل شح العملات الأجنبية وتراجع الإنتاج المحلي.
