مظاهرات في أم درمان: الشرطة تفض موكب "غاضبون" احتفالاً بذكرى ثورة ديسمبر
فضت قوات الشرطة السودانية، عبر إدارة العمليات ومكافحة الشغب في ولاية الخرطوم، موكباً نظمه تنسيقية "غاضبون" لإحياء ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة، انطلق من صينية الزعيم الأزهري نحو أم درمان القديمة.
وأكدت "غاضبون" أن الموكب سلمي تماماً، لكن الشرطة حاولت الالتفاف عليه بإطلاق الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى اعتقال شخصين ومطاردة الآخرين، إلا أن الوضع تم السيطرة عليه والموكب استمر في طريقه.
وأظهرت فيديوهات منشورة على صفحات موالية للحراك، تجمع عشرات الشباب يحملون أعلام "غاضبون" ويرددون شعارات ديسمبرية تطالب بالعودة إلى الثكنات وإنهاء نفوذ "الجنجويد".
وحذرت التنسيقية من محاولات القوى المدنية "اختطاف" الحراك الوطني لصالح أجنداتها ووكلائها "الصهيو-إماراتيين"، مشيرة إلى أن هذه الأجسام (تقدم، صمود، تأسيس) تمثل المشروع السياسي لمليشيا الجنجويد والوكيل الإقليمي للإمارات في السودان.
وأوضحت التنسيقية أن وعي أبناء ديسمبر لم يأتِ عبثاً، بل من تجربة قاسية كشفت زيف القوى التي ادّعت تمثيل الثورة، ثم حوّلتها إلى أداة نفوذ ومصالح مرتبطة بعلاقات خارجية تضر بالسيادة الوطنية؛ فما حدث لم يكن خطأ سياسياً، بل تعبيراً عن مصالح ضيقة تهدف إلى تفكيك الدولة لا بناءها.
وشددت على أن التبعية الخارجية، خاصة للإمارات، جزء من مشاريع إقليمية تسيطر على الموارد عبر المليشيات، محوّلة السودان إلى ساحة نفوذ مفتوحة.
الخطر الأكبر: ضرب وحدة الدولة وتعدد السلاح
وأكدت التنسيقية أن التهديد الحقيقي هو تفكيك وحدة الدولة وانتشار مراكز السلاح، مما يهدد حماية المجتمع وإدارة الصراعات؛ فوجود قوة مسلحة واحدة تابعة للدولة شرط أساسي لبقائها.
ونوهت إلى أن دعم القوات المسلحة السودانية لا ينفي الحاجة إلى الإصلاح والمحاسبة، بل يدافع عن الدولة كإطار جامع، رافضاً استبدالها بقوى مسلحة تعمل للغنيمة والمصالح الخاصة؛ فأي مليشيا، مهما رفعت شعارات وطنية، تبقى عامل هدم خارج سلطة الدولة.
وختمت بأن لا حديث عن تحرر وطني أو عدالة أو انتقال سياسي دون سلاح موحد واقتصاد غير حربي؛ الطريق يبدأ بدولة موحدة ومؤسسات قائمة وجيش واحد، ثم يُفتح الباب لصراع سلمي داخلها لا فوق أنقاضها.
