من السبق الصحفي إلى نفي الشائعات: كواليس خبر تكليف تمبور حاكماً مؤقتاً لإقليم دارفور
بورتسودان – مصادر
شهد يوم أمس مفارقة صحفية نادرة، حين تحوّل خبر حصري إلى شائعة متداولة، ليجد الصحفي نفسه صانعاً للسبق وملاحقاً لنفي الزوائد في ذات الوقت.
في صباح ذات اليوم، تأكدت معلومات تفيد بأن حاكم إقليم دارفور، الفريق أول مني أركوي مناوي، غادر البلاد في جولة خارجية تشمل عدة دول، تمت بعلم وموافقة السلطات السيادية، في سياق متابعة الملفات الإقليمية والدبلوماسية.
وعلمت "مصادر" أن المارشال مناوي عقد قبل مغادرته اجتماعاً مهماً مع زعماء الإدارات الأهلية من دارفور المقيمين في بورتسودان، تناول فيه الأوضاع في الإقليم. اللقاء شهد نقاشاً صريحاً، تخلله انتقاد واضح من أحد القيادات الأهلية لتصريحات مناوي الأخيرة، مطالباً بتغيير بعض ولاة الولايات، وهو ما قابلَه مناوي بصدر رحب.
وفي خطوة لافتة، أعلن مناوي تكليف والي ولاية وسط دارفور، مصطفى تمبور، بمهام حاكم الإقليم مؤقتاً خلال فترة غيابه، وهو إجراء يُتخذ لأول مرة في تاريخ الإقليم، بعد أن كان التكليف يُمنح عادة لأحد الوزراء.
موقع "صحيفة مصادر" نشر الخبر حصرياً تحت عنوان:
"مصطفى تمبور حاكماً مكلفاً لإقليم دارفور"، غير أن الأمر سرعان ما خرج عن سياقه، حيث أعيد تداول الخبر دون نسبه إلى مصدره، وتسرّبت شائعات بأن مناوي غادر البلاد بلا عودة.
وذهب بعض النشطاء إلى تلميحات خاطئة اتهموا فيها تمبور بتسريب الخبر، رغم أن المعلومات الدقيقة تؤكد عدم صلته بالتسريبات أو نشر الخبر. اللافت أن تمبور، بحضوره الإعلامي القوي، أضفى زخماً على الحدث، ما فُسّر لدى البعض وكأن تكليفه يعني مغادرة مناوي نهائياً، وهو استنتاج غير دقيق.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يغادر فيها مناوي البلاد خلال الحرب، إذ سبق أن كلّف وزير الصحة بابكر حمدين بمهامه مؤقتاً، وهو ما أثار اعتراضاً من بعض ولاة دارفور، مطالبين بأن يتولى أحد الولاة مهام الحاكم في حال غيابه.
تكليف تمبور يأتي كحل وسط لتلك الاعتراضات، ويؤكد أن الخطوة إدارية روتينية، حيث من المنتظر أن يعود مناوي بعد زيارة أسرته المقيمة في ألمانيا.