الخرطوم – السودان الان
في إنجاز يُعد انتصارًا للكوادر الفنية السودانية، نجح مهندسو الكهرباء في إعادة تشغيل محول "الشمالية" بسد مروي، بعد إصلاحه محليًا داخل السودان، رغم ندرة قطع الغيار وضعف الموارد في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
ويمثل هذا الإنجاز علامة فارقة في مسار إعادة الإعمار الوطني، ويؤكد قدرة السودانيين على التصدي للتحديات الفنية واللوجستية بإمكاناتهم الذاتية.
اعتداءات ممنهجة على السد وتأثيرات واسعة النطاق
خلال الفترة من نوفمبر 2024 وحتى أبريل 2025، تعرّض سد مروي الاستراتيجي لسلسلة من الهجمات المتكررة عبر طائرات مسيّرة، نفذتها مليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتيًا، ما أدى إلى أضرار مباشرة في البنية التحتية لمحطة التوليد الكهرومائية، وانقطاعات كهربائية واسعة في مدن رئيسية مثل أم درمان وشندي وعطبرة.
وفي يونيو 2025، أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم جديد استهدف السد عبر طائرات انتحارية، مؤكداً استمرار المحاولات لتعطيل أحد أهم المرافق الحيوية في البلاد.
جهد مدني وعسكري متكامل
وسط هذه التحديات، تضافرت جهود المهندسين والفنيين مع القوات المسلحة لحماية شريان الطاقة الوطني، حيث تمكّن الفنيون من إصلاح المحول وإعادته إلى الخدمة، رغم غياب الدعم الخارجي وصعوبة الحصول على قطع الغيار.
ويصف مراقبون هذا الإنجاز بأنه ليس فقط عملية فنية، بل رسالة وطنية مفادها أن إعادة الإعمار تبدأ من الداخل، بالإرادة والخبرة السودانية.
المهندسون… جنود في جبهة أخرى
الكوادر الفنية العاملة في سد مروي لعبت دورًا لا يقل أهمية عن الجنود في جبهات القتال، حيث خاضوا معركة الحفاظ على بنية الطاقة التحتية، وهو ما ساهم في تقليل أثر الهجمات والحفاظ على استقرار جزئي للإمداد الكهربائي في العديد من المناطق.
ختامًا: رسالة من مروي إلى كل السودان
تُعد إعادة تشغيل المحول رسالة رمزية بأن الخراب لا يمكن أن ينتصر على إرادة البناء، وأن كل محاولة لتدمير السودان ستقابلها سواعد وطنية تعيد ما تم تهديمه.