نيالا – السودان الان
شهدت مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور، حالتي اختطاف منفصلتين استهدفتا اثنين من الصيادلة، نفذتهما قوة مسلحة مجهولة طالبت بفدية مالية ضخمة مقابل إطلاق سراح الضحيتين، وسط حالة من القلق الشعبي وتصاعد الدعوات لإيقاف هذه الجرائم.
خالد شيخ الدين.. اختطاف في وضح النهار
بحسب مصادر محلية، اختُطف الطبيب الصيدلي خالد شيخ الدين، مالك صيدليتي “كنز الدواء” و”الرازي”، من وسط سوق نيالا على يد قوة مسلحة تستقل عربة قتالية.
وأكدت صيدلانية تعمل في المنطقة، فضّلت التعريف بنفسها باسم "أم وفاء"، أن الخاطفين اقتادوا خالد إلى جهة مجهولة، قبل أن يشرعوا في التواصل مع أسرته عبر تطبيقات واتساب وتيليغرام، مطالبين بفدية مالية قدرها 200 مليون جنيه سوداني.
مناشدات للإفراج دون فدية
وأشارت مصادر قريبة من أسرة المختطف إلى دخول قيادات من الإدارة الأهلية على خط الأزمة، حيث طالبوا قوات الدعم السريع بالتدخل العاجل لتحرير خالد دون دفع أي أموال، مؤكدين أن تكرار هذه الحوادث يُهدد الأمن المجتمعي والاستقرار المهني في المدينة.
عبد السميع دلدوم.. مصير مجهول
في واقعة مشابهة، اختُطف الصيدلي عبد السميع آدم أحمد دلدوم، الموظف بشركة "تبوك للدواء" وصاحب صيدلية "الصيادلة"، يوم الخميس الماضي، دون أن تتوفر أي معلومات عن مكانه أو الجهة الخاطفة.
وقالت عائلته إنها فتحت بلاغًا رسميًا لدى شرطة نيالا وسط، دون أن تتلقى أي رد حتى لحظة كتابة هذا التقرير، وسط تزايد المخاوف بشأن سلامته.
رواية مروعة من مختطف سابق
روى أحد المختطفين الذين أُفرج عنهم مؤخرًا بعد دفع فدية قدرها 10 ملايين جنيه، تفاصيل مروّعة عن تجربته، قائلاً إن المسلحين أجبروا الضحايا على التواصل مع ذويهم لتحويل الأموال إلى حسابات محددة، تحت التهديد والتعذيب.
وأشار إلى أنه نُقل إلى منطقة جبلية تُعرف باسم "جبل سقرا" شمال شرق نيالا، حيث ظل محتجزًا حتى تم التفاوض على تخفيض مبلغ الفدية من 50 إلى 10 ملايين جنيه.
تحركات أمنية متأخرة
في محاولة للحد من الفوضى الأمنية، أصدرت الإدارة المدنية لقوات الدعم السريع في 23 يوليو الماضي قرارًا بحصر وتسجيل كافة المركبات المدنية والعسكرية داخل نيالا، مع تخصيص أرقام أمنية لتتبعها.
وتخضع مدينة نيالا لسيطرة قوات الدعم السريع منذ أكتوبر 2023، عقب انسحاب القوات المسلحة السودانية منها بعد معارك ضارية.