على كُلّ: "حكومة الأمل" بين الحُلم والواقع..
محمد عبدالقادر يكتب من بورتسودان عن كامل إدريس وكواليس الحكومة الجديدة
من قلب بورتسودان، حيث تتخلّق ملامح مرحلة سياسية جديدة في السودان، ينقل إلينا الصحفي محمد عبدالقادر شهادةً نادرة من الداخل، حيث واكب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس عن قرب، ورافق لحظات التأسيس الأولى لحكومته.
المقال ليس تمجيدًا أجوف، ولا جَلدًا مجانيًّا، بل توثيق شخصي – وأحيانًا وجداني – لتجربة جديدة تتسم بكثير من التعقيد والأمل، وتُحيط بها التوقعات والشائعات من كل اتجاه.
يضع عبدالقادر القارئ أمام لوحة فيها تفاصيل دقيقة:
- آليات اختيار الوزراء، والتي يؤكد أنها بعيدة عن المحسوبية والوساطات،
- فريق مكتب رئيس الوزراء، الذين يصفهم بأنهم "أولاد ناس محترمين" وإن كانوا بحاجة أحيانًا إلى بعض "الجلافة الإدارية" في العمل العام،
- ونظرة كامل إدريس المتسامحة حتى مع من انتقدوه، واهتمامه بـ"الوطن أولًا" على طريقة عابرة للأيديولوجيات والانقسامات السياسية.
كما ينفي الكاتب وجود أي دور لمجلس السيادة أو العسكر في فرض أسماء على الحكومة، مشيرًا إلى أن إدريس كان واضحًا في استقلاليته، حتى حين تعرّض وزير الصحة الجديد لانتقادات بسبب مواقفه السابقة.
وبين السطور، يظهر كامل إدريس في صورة رجل زاهد، بسيط، سودانيّ خالص، يحنّ إلى أهله وأرضه رغم عقود الغربة في الغرب، ويطمح لإحداث نقلة حقيقية – لا شعاراتية – في إدارة شؤون البلاد.
يبقى السؤال:
هل تنجح "حكومة الأمل" في تحويل هذه الطموحات الكبيرة إلى نتائج ملموسة؟
وهل ستصمد أمام التحديات البنيوية والسياسية، لا سيّما في ظل أوضاع ما بعد الحرب؟
الإجابة، كما يلمّح عبدالقادر، في الميدان… لا في الخطابات.
نواصل…