✍️ هل يمكن حسم الحرب عسكرياً؟ تحليل واقعي وحيادي
أحد الأصدقاء طرح سؤال مهم:
هل الحرب في السودان يمكن أن تُحسم عسكرياً؟
سؤال أثار جدل واسع، لأن الناس منقسمين:
- في فريق مقتنع تمامًا بالحسم العسكري.
- وفي فريق شايف إنو لا يوجد حسم عسكري لأي حرب في العالم.
خلونا نناقش الموضوع بمنتهى الحيادية.
✅ من الناحية النظرية:
نعم، الحرب يمكن أن تُحسم عسكرياً.
القول بأن “لا يوجد حل عسكري لأي حرب” هو خطأ مطلق.
لكن في المقابل، الحسم العسكري مش ساهل ولا مضمون، لأنو بيعتمد على مجموعة من العوامل:
- قيادة موحدة وواضحة
- تفوق حاسم في العتاد والرجال والخبرة
- إرادة سياسية قوية
- دعم داخلي وجبهة موحدة
- حياد خارجي على الأقل، إن لم يكن داعمًا
🧠 نجي للتحليل:
أنا شخصيًا مقتنع بالحسم العسكري المهني — قلتها من بداية الحرب، وبلبوسي المهني، طالبت بإصلاحات تهيّئ بيئة للانتصار الحقيقي.
وكنت دايمًا بقول: لو انتصرنا بهذه القيادة، حيكون انتصار بطعم الهزيمة.
ليه؟
لأن العامل الأول — القيادة — هو المفتاح الأساسي، وبتحقيقه ممكن تنجح بعض العوامل التانية تلقائيًا.
🏁 طيب شنو هو "الانتصار المطلوب" حالياً؟
في ظل الواقع المعقد:
- نحتاج انتصار يعيد هيبة الدولة، ويثبت الأمن والسيادة على المدى القصير.
- أما على المدى الطويل، فغياب العناصر أعلاه حيستمر في شكل استنزاف، وتفلتات، وعمليات معزولة.
هنا بيجي دور الحل السياسي المتكامل:
- بسط الحريات
- إصلاح سياسي حقيقي
- التخلّي عن العقلية القديمة في التعامل مع السلام كوسيلة فقط، مش كغاية وطنية
🧩 تجارب سابقة
تجربة حرب الجنوب مثال واضح. خضنا حرب طويلة، لكن بدون خطة حقيقية لمعالجة الجذور.
دخلنا استنزاف لأننا كنا عارفين قدراتنا وحدودنا، لكن ما سعينا لتحويلها لمرحلة انتقالية نحو السلام المستدام.
إذن، مش لازم تنتصر بانتصار كاسح ونهائي — وده في ظروفنا من سابع المستحيلات.
لكن نقدر نسعى لـ ترجيح الكفة لصالح الدولة وهيبتها وسيادتها.